جاستن باركينسونبي – أخبار بي بي سي
مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، يتعرض الأطفال إلى المعلومات والتضليل عبر العديد من المصادر. كيف يمكن للآباء إبلاغهم بالتطورات من دون إخافتهم؟
“هل سأمرض؟”
“هل ستقفل المدرسة؟”
“هل سيموت جدي أو جدتي؟”
يسيطر فيروس كورونا على الأخبار، وكما هو الحال دائما، يسأل الأطفال أسئلة مباشرة وصعبة كهذه حول ما سيحدث.
في حين أن خطر تعرض الأطفال للإصابة بالفيروس يبدو ضئيلا، فإن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالموت والشائعات، يمكن أن تثير الذعر.
قصص الموت، ونقص الغذاء المحتمل وإغلاق المدارس، وتداول عبارات مثل “احتمال التحول إلى وباء”، يمكن أن تزيد من الشعور بالقلق.
الحفاظ على السيطرة
ولذلك يعتبر الأسلوب أمرا حيويا عند مناقشة موضوع فيروس كورونا مع طفل، كما تنصح أنغاراد رودكين، الأخصائية والاستشارية النفسية، في كتاب تربية الأطفال “ما الذي يفكر فيه طفلي؟”.
وتقول “نستمتع جميعا بقصص مرعبة إلى حد ما. لكننا لا نحب أن نسمعها كثيرا عندما تكون أقرب قليلا إلينا . ساعد طفلك على الحفاظ على مسافة بينه وبين التهديد، من خلال إعطاء معلومات حول كيفية انتشار فيروس كورونا وما يمكننا القيام به للمساعدة في تقليل المخاطر، مثل استخدام كميات كبيرة من الفقاعات الجميلة عند غسل أيدينا”.
و”كوفد- 19 ” هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ناجم عن فيروس كورونا الجديد، الذي يبدو أنه يبدأ بحمى، يليه سعال جاف. بعد حوالى أسبوع، يؤدي إلى ضيق في التنفس ويحتاج بعض المرضى إلى علاج في المستشفى.
والمختصون ليسوا متأكدين تماما من كيفية انتشاره من شخص لآخر، لكن الفيروسات المماثلة تنتقل عبر الرذاذ، مثل تلك الناتجة عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس.
وتقول الدكتورة رودكين، إنه من الضروري التحدث مع الطفل حول الأشياء التي يمكنه التحكم فيها، مثل التخلص من المناديل والنظافة الشخصية، بدلاً من الأشياء التي لا يستطيعون التحكم فيها.
وتضيف “بمجرد انتهاء التفسير، يجب أن تنتقل المحادثة إلى أمر لا يشعره بالتهديد، مثل: ماذا تناول على الغداء، أو من يعتقد أنه سيفوز في مباراة كرة القدم هذا المساء”.
يمكن أن يؤثر الفيروس على ملايين الأشخاص حول العالم في وقت قريب. وتقول حكومة المملكة المتحدة، في أحدث خططها، إن ما يصل إلى خُمس العمال يمكن أن يصبحوا مرضى، في ذروة الوباء، مع احتمال إغلاق المدارس.
تتمثل إحدى مشاكل شرح الفيروس في صعوبة التنبؤ بما سيحدث، رغم أن الأدلة السابقة، وإن كانت محدودة، تشير إلى أن الأطفال المصابين بـ “كوفد – 19” تظهر عليهم أعراض خفيفة.
وتقول الدكتورة رودكين “في حين أن الآباء لديهم خبرة طويلة في شرح التهديدات العالمية – الحرب والإرهاب وتغير المناخ – فإن الأطفال ما قبل المراهقة ما زالوا يطورون قدرتهم على تقييم المخاطر. لذلك من المهم معرفة مستوى قلقهم بشأن فيروس كورونا”.
وتضيف “كن واضحا في الإقرار بأنك لا تعرف كل الإجابات، لكن هناك أشخاصا يتخذون القرارات لأجلنا، ولديهم كل المعلومات التي يحتاجونها”.
ويجب على الآباء أن يكونوا على معرفة قدر الإمكان قبل شرح المشكلات للأطفال، بما في ذلك مواكبة النصائح الرسمية، وفق رودكين.
وفي حالة إصابة صبي أو فتاة بفيروس كورونا، يُنصح الآباء بعدم المبالغة في التخوف من أي خطر على صحتهم.
“يمكنك إخبارهم بأن الأمر يشبه إلى حد ما الشعور بالتهاب. لذا سيشعرون أنه ليس مخيفاً كما يعتقدون”، حسبما يقول جون غيلمارتن، وهو المعالج المتخصص في مشكلات الكلام في جمعية “آي كان (أنا استطيع)” الخيرية المتخصصة في مشكلات التواصل لدى الأطفال.
ويُعتقد بأن حالة كبار السن وذوي الظروف الصحية، هم الأكثر عرضة لخطر الموت أو الإصابة بمرض خطير بسبب فيروس كورونا. وقد يؤدي هذا إلى قلق الأطفال بشأن الأصدقاء والأقارب الأكبر سنا.
استخدم لغة بسيطة
وتوضح رودكين “لكن يمكننا التحدث عن ذلك بابتسامة وباستخدام الفكاهة، أو على الأقل بطريقة ودية، بما لا يشغل أطفالنا بقضية وجودية في غنى عنها، حتى يصبحوا في سن الـ 13 على الأقل”.
وتضيف رودكين “عليك طمأنة طفلك بأنك وجده سليمان وقويان، وأنكما ستواصلان بذل كل ما في وسعيكما للحفاظ على نفسيكما في صحة جيدة”.
وتزداد قدرة الأطفال على التعامل مع المعلومات المعقدة والمقلقة مع تقدم العمر. وبالتالي فإن الطريقة التي يتحدث بها أحد الوالدين مع طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات تختلف اختلافا كبيرا عن التعامل مع مراهق. والأمر هنا يرجع إلى التقدير الشخصي.
لكن غيلمارتن يقترح استخدام “لغة بسيطة” لجميع الفئات العمرية والسماح للأطفال بطرح “الكثير من الأسئلة” لإظهار أنهم يستمعون إليها.
ويمكن لإولياء الأمور الذين يبحثون عن اللغة المناسبة، أن يبدأوا بجولة أخبار “بي بي سي”.
الأطفال، مثل بقية الناس، معرضون للخرافات والتضليل بشأن فيروس كورونا، من خلال الثرثرة، وخاصة بين الأطفال دون 13 عاما والمراهقين، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول الدكتورة رودكين، إن أفضل طريقة لمكافحة ذلك هي توفير “المعلومات المناسبة للعمر، والاطمئنان، لأن أفضل مصدر يثق به الأطفال هو الوالدان”.